لقد أشفقت على صديقي جنّي بعدما لاحظت علامات الحزن بادية على وجهه .. فلم أضغط عليه وتركته حتى يهدأ باله وترتاح أفكاره وذكرياته .. بعدما تسببت في إزالة الرماد من على ذكرياته وكان تحتها نارا ما زالت مشتعلة ..
وذات يوم قلت له : ألم يحن الوقت لتنهي لي قصتك مع صاحبة شريط فيروز ؟!
قال : لقد أحسست في لحظة ما أن هذا الحب الوليد قد قضي وفارق الحياة ولكني لم أرفع راية الاستسلام بعد ..
قلت : أم ترد على رسائلك ؟
قال : ظللت ألتمس لها العذر فقد تكون رسائلي لم تصل إليها .
قلت : ألم يغلبك الفراق ؟ أم كنت تعيش على أمل اللقاء ؟
قال : من يعيش بلا أمل فلا جدوى من بقائه حيا .
قلت : ولكن على أن لا يتحول الأمل إلى سراب .
قال : بل كان كلي أمل أنها تنتظر عودتي من السفر .
قلت : ماذا بعد ؟
قال : اقترب موعد سفري وعودتي واقترب معه أملي .. أن أحيي هذا الحب .. وقررت شراء الشبكة وتركت الدبل بلا أسماء ..
قلت : وما الضير في كتابة الأسماء ؟ ألم يكتنفك الأمل ؟
قال : بلى .. ولكني توجست خيفة بعدما لعبت بي ظنوني قائلة لماذا تنتظرك كل هذه المدة ؟
قلت : وتغلبت على ظنونك ؟
قال : نعم .. ورسمت على أوراقي حفل الخطوبة .. وصممت كارت الفرح والدعوة ..
قلت : إذن تفاءلت ؟
قال : أعيش دائما بالتفاؤل .. ولقد عشت بأحلامي أجمل أيام حياتي .. وتخيلت جنتنا التي ستجمعنا سويا ..
قلت : وماذا بعد ؟
قال : سافرت متلهفا للقائها حاملا بين يدي الشبكة .. ستفرح بها جدا ..
قلت : والتقيتم ؟
قال : سألت عنها زملائنا القدامى فقالوا انقطعت أخبارها بعدما انتقلت لمدرسة أخرى ..
قلت : ثم ؟
قال : ذات يوم صدمت من هول ما رأيت فإذا بها تساير أحد الرجال .. ودبلة ذهبية تبرق في يدها ويده ..
قلت : تعذبت ؟
قال : ضاقت علي نفسي وسأمت الحياة .. ولكن سرعان ما تعافيت ورضيت بقضاء الله ..
قلت : ولما الحزن إذن ؟ الم يخلق الله غيرها ؟ إنها لا تستحقك ..
قال : من فضلك لا تسخر منها ولا تذكرها بسوء .. فلا ادري ما سببته لها الأيام ..
قلت : ألم تزل تحبها ؟
قال : سوف أذكرها ما حييت ..
قلت : ودعت حبك ؟
قال : لم أكن أبدا سعيدا في الحب ..
قلت : أهناك غيرها ؟
قال : تلك قصة أخرى ..