كانت الغاية من بعثته صلى الله عليه وسلم تتميم مكارم الأخلاق
(عن أبى هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) البيهقي ..
وقمت بعرض بعض أخلاقيات الرسول صلى الله عليه وسلم والتي حث عليها وأمرنا بإتباعها ودلت عليها آيات القرآن الكريم ..
فما أهمية الأخلاق في حياة المسلم ؟
المسلم عنوان للإسلام وأخلاقه السوية تلجم ألسنة المتربصين بالإسلام وأهله .. وقال البعض مستنكرا ما يفعله بعض المسلمين الذين يجافون أخلاقه وسنته .. أأنت مسلم ؟ أثبت .. وقال آخر يا من تدعي محبته أين أنت من سنته ؟ لذا وجب علينا حبا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نسير على هديه وسنته لنثبت إسلامنا بأخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
فائدة الخلق الحسن :
(عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الْخُلُقُ الْحَسَنُ يُذِيبُ الْخَطَايَا كَمَا يُذِيبُ الْمَاءُ الْجَلِيدَ، وَالْخُلُقُ السُّوءُ يُفْسِدُ الْعَمَلَ كَمَا يُفْسِدُ الْخَلُّ الْعَسَلَ.) الطبراني ..
(عَنْ جَابِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أحسانكم أَخْلاقًا وَإِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِلَيَّ وَأَبْعَدَكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الثَّرْثَارُونَ وَالْمُتَشَدِّقُونَ وَالْمُتَفَيْهِقُونَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ عَلِمْنَا الثَّرْثَارُونَ وَالْمُتَشَدِّقُونَ فَمَا الْمُتَفَيْهِقُونَ قَالَ الْمُتَكَبِّرُونَ ) الترمذي
وضعيف الخلق ضعيف الإيمان :
(عن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أتدرون من المفلس ؟ قالوا المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع فقال إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي قد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فان فنيت حسناته قبل أن يقضى عنه ما عليه اخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار ) البيهقي
(عن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثلاث من كن فيه فهو منافق وان صام وصلى وزعم انه مسلم إذا حدث كذب وإذا اؤتمن خان وإذا وعد اخلف ) البيهقي ..
( عن عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها إذا اؤتمن خان وإذا حدث كذب وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر ) صحيح البخاري
من أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم :

الصدق :
لقد نفى الرسول صلى الله عليه وسلم الكذب عن المسلم المؤمن .. فهل تريد أخي الكريم أن تبتعد عن الجنة بكذبة قد لا تقدم ولا تؤخر .. فالكذب نقيض الإيمان .. فاحرص دائما على الصدق ..
{ إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأُوْلـئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ } النحل105
(قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا ) مسلم
( عن عائشة قالت ما كان خلق أبغض إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكذب ولقد كان الرجل يكذب عند رسول الله صلى الله عليه وسلم الكذبة فما يزال في نفسه عليه حتى يعلم أن قد أحدث منها توبة ) أحمد
الأمانة :
من الأخلاق التي أشفقت منها السماوات والأرض والجبال وأبين أن يحملنها هي الأمانة لشدتها وخطورتها .. ونقيض الأمانة الخيانة .. فمن يريد أن يتصف بصفة الخيانة ؟ فاتق الله في دينك وفيمن تعول وفي عملك وإياك والغش في كل مجالات حياتك ..
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ } الأنفال27
( عن عبد الله بن عمر يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته الإمام راع ومسئول عن رعيته والرجل راع في أهله وهو مسئول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها والخادم راع في مال سيده ومسئول عن رعيته ) البخاري
الوفاء :
تكتظ المحاكم اليوم بآلاف القضايا نتيجة عدم الوفاء بالعهود والعقود كالديون وغيرها .. وأصبحت حياة الناس تعتمد على الحداقة والفهلوة والشطارة بعيدا عن الوفاء واحترام العقود ..
الصحابة كانوا يجدون ريح الجنة بالصدق والوفاء بالعهد .. فماذا يشم الناس اليوم ؟
{ وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ } النحل91
( عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ غَابَ عَمِّي أَنَسُ بْنُ النَّضْرِ عَنْ قِتَالِ بَدْرٍ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ غِبْتُ عَنْ أَوَّلِ قِتَالٍ قَاتَلْتَ الْمُشْرِكِينَ لَئِنْ اللَّهُ أَشْهَدَنِي قِتَالَ الْمُشْرِكِينَ لَيَرَيَنَّ اللَّهُ مَا أَصْنَعُ فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ وَانْكَشَفَ الْمُسْلِمُونَ قَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعْتَذِرُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ هَؤُلاءِ يَعْنِي أَصْحَابَهُ وَأَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ هَؤُلاءِ يَعْنِي الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ تَقَدَّمَ فَاسْتَقْبَلَهُ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ فَقَالَ يَا سَعْدُ بْنَ مُعَاذٍ الْجَنَّةَ وَرَبِّ النَّضْرِ إِنِّي أَجِدُ رِيحَهَا مِنْ دُونِ أُحُدٍ قَالَ سَعْدٌ فَمَا اسْتَطَعْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا صَنَعَ قَالَ أَنَسٌ فَوَجَدْنَا بِهِ بِضْعًا وَثَمَانِينَ ضَرْبَةً بِالسَّيْفِ أَوْ طَعْنَةً بِرُمْحٍ أَوْ رَمْيَةً بِسَهْمٍ وَوَجَدْنَاهُ قَدْ قُتِلَ وَقَدْ مَثَّلَ بِهِ الْمُشْرِكُونَ فَمَا عَرَفَهُ أَحَدٌ إِلا أُخْتُهُ بِبَنَانِهِ قَالَ أَنَسٌ كُنَّا نُرَى أَوْ نَظُنُّ أَنَّ هَذِهِ الآيَةَ نَزَلَتْ فِيهِ وَفِي أَشْبَاهِهِ { مِنْ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ } البخاري
الإخلاص :
من أهم الأخلاق التي يجب أن يتحلى بها المسلم .. وهو أن يقصد بقوله وعمله وجه الله وابتغاء مرضاته فالعمل لا يقبل إذا كان فاسدا وإن كانت النية سليمة كأن يتصدق رجل بمال من السرقة .. فالسرقة عمل فاسد .. والتصدق نية سليمة .. والعمل لا يقبل إذا كان صالحا والنية فاسدة .. كأن يتصدق شخص ما بمال حلال ولكن نيته أن يقول الناس أنه كريم جواد .. فلابد للعمل أن يكون صالحا موافق للشرع والنية فيه خالصة لوجه الله ..
{ وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ } البينة5
( عن عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ ) البخاري
أدب الحديث :
من الأخلاق غير الإسلامية التي انتشرت بين الناس وبين الشباب والشابات على وجه الخصوص الألفاظ المستنكرة والقبيحة والإباحية أحيانا كسباب الوالدين فيقول يابن كذا وكذا .. فإياك وبذاءات الكلام وفحشه .. إياك أن تسب أبوك وأمك بسبابك لآباء وأمهات الآخرين فيسبون والديك ..
{ وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوّاً مُّبِيناً } الإسراء53
( قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يَسْتَقِيمُ إِيمَانُ عَبْدٍ حَتَّى يَسْتَقِيمَ قَلْبُهُ وَلا يَسْتَقِيمُ قَلْبُهُ حَتَّى يَسْتَقِيمَ لِسَانُهُ ) أحمد
سلامة الصدر من الأحقاد :
هل تريد أن يقول عنك رسول الله صلى الله عليه وسلم أنك رجل من أهل الجنة ؟ بسيطة جدا .. فلنسأل عبد الله بن عمرو والذي سأل الصحابي الذي قال عنه ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة مرات لمدة ثلاثة أيام .. وبات عنده ثلاث ليال فوجده لا يقوم الليل .. إلا أنه إذا تقلب في فراشه ذكر الله ثم قام لصلاة الفجر ولم يسمعه يقول إلا خيرا .. فقال له الصحابي ما هو إلا ما رأيت غير أني لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غشا ولا أحسد أحدا على خير أعطاه الله إياه .. أو قال : إلا أني لم أبت ضاغنا على مسلم ..
{ وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ } الحشر10
(عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ قَالَ كُلُّ مَخْمُومِ الْقَلْبِ صَدُوقِ اللِّسَانِ قَالُوا صَدُوقُ اللِّسَانِ نَعْرِفُهُ فَمَا مَخْمُومُ الْقَلْبِ قَالَ هُوَ التَّقِيُّ النَّقِيُّ لا إِثْمَ فِيهِ وَلا بَغْيَ وَلا غِلَّ وَلا حَسَدَ ) ابن ماجة
الحلم والصفح :
( لا تغضب ) قالها رسول الله حتى نطبقها فاكتبها وعلقها دوما أمامك .. في البيت .. في العمل .. في السيارة ..
ماذا ستفعل إذا رمى شخص ما أمك أو أختك أو زوجتك أو ابنتك بسوء في شرفهن .. ستشطاط غضبا .. بل ستحاول الفتك به .. ولكن ألا تحب أن يغفر لك وتكون مثل سيدنا ابو بكر الصديق وتعفو وتصفح ..
{ وَلا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } النور22
( عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا صَلَاةَ الْعَصْرِ بِنَهَارٍ ثُمَّ قَامَ خَطِيبًا وَكَانَ فِيمَا قَالَ : أَلا وَإِنَّ مِنْهُمْ الْبَطِيءَ الْغَضَبِ سَرِيعَ الْفَيْءِ وَمِنْهُمْ سَرِيعُ الْغَضَبِ سَرِيعُ الْفَيْءِ فَتِلْكَ بِتِلْكَ أَلا وَإِنَّ مِنْهُمْ سَرِيعَ الْغَضَبِ بَطِيءَ الْفَيْءِ أَلا وَخَيْرُهُمْ بَطِيءُ الْغَضَبِ سَرِيعُ الْفَيْءِ أَلا وَشَرُّهُمْ سَرِيعُ الْغَضَبِ بَطِيءُ الْفَيْءِ أَلا وَإِنَّ مِنْهُمْ حَسَنَ الْقَضَاءِ حَسَنَ الطَّلَبِ وَمِنْهُمْ سَيِّئُ الْقَضَاءِ حَسَنُ الطَّلَبِ وَمِنْهُمْ حَسَنُ الْقَضَاءِ سَيِّئُ الطَّلَبِ فَتِلْكَ بِتِلْكَ أَلا وَإِنَّ مِنْهُمْ السَّيِّئَ الْقَضَاءِ السَّيِّئَ الطَّلَبِ أَلا وَخَيْرُهُمْ الْحَسَنُ الْقَضَاءِ الْحَسَنُ الطَّلَبِ أَلا وَشَرُّهُمْ سَيِّئُ الْقَضَاءِ سَيِّئُ الطَّلَبِ أَلا وَإِنَّ الْغَضَبَ جَمْرَةٌ فِي قَلْبِ ابْنِ آدَمَ أَمَا رَأَيْتُمْ إِلَى حُمْرَةِ عَيْنَيْهِ وَانْتِفَاخِ أَوْدَاجِهِ فَمَنْ أَحَسَّ بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ فَلْيَلْصَقْ بِالأَرْضِ ) الترمذي
الجود والكرم :
هل عندك مريض لا يرجى شفاءه ؟ هل لديك مال وتجارة تخشى كسادها ؟ عليك بالزكاة والصدقة .. بالله عليكم ماذا لو أخرج كل المسلمون زكاة أموالهم بما يرضي الله فهل من الصعوبة العودة لعصر الخليفة الخامس الراشد عمر بن عبد العزيز !!
ماذا لو طرق طارق بابك وأنت تأكل ؟ ستقول على الفور( ييه هو دا وقته ) وقد تطلب من أولادك أن يرفعوا الطعام حتى ينصرف الضيف ..
{ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } البقرة274
( قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : حَصِّنُوا أَمْوَالَكُمْ بِالزَّكَاةِ، وَدَاوُوا مَرْضَاكُمْ بِالصَّدَقَةِ، وَأَعِدُّوا لِلْبَلاءِ الدُّعَاءَ.) الطبراني
الصبر :
الصبر ضياء .. ألا تريد أن تكون مثل الأنبياء كانوا أشد الناس بلاء ؟.. ألا تريد أن تصبر ويغفر لك ؟ .. قل بلى ..
قال قائل : لا تسأل الله أن يخفف عنك حملك ، ولكن اسأل الله أن يقوي ظهرك ..
( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ {155} الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ{156} أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ{157} البقرة
( عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وَأَوْسَعَ مِنْ الصَّبْرِ ) البخاري
النظافة والتجميل :
كن نظيف الملبس والمسكن طيب الرائحة ولا تؤذ الناس برائحة عرقك ورائحة فمك .. ولا تؤذ الملائكة بالرائحة الكريهة النتنة الناتجة عن السجائر والمعسل .. وبعض النساء في فترة ما تترك الوضوء والغسل لعدم الحاجة إليها .. ولكن الفطرة تستدعي النظافة والغسل الدائم .. وعليكم بالسواك فهو مطهرة للفم مرضاة للرب ..
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ وَإِن كُنتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُواْ ... } المائدة6
( روي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ َقُالُ إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ يُحِبُّ الطَّيِّبَ نَظِيفٌ يُحِبُّ النَّظَافَةَ كَرِيمٌ يُحِبُّ الْكَرَمَ جَوَادٌ يُحِبُّ الْجُودَ فَنَظِّفُوا أُرَاهُ قَالَ أَفْنِيَتَكُمْ وَلا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ ) الترمذي
( أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ تَسَوَّكُوا فَإِنَّ السِّوَاكَ مَطْهَرَةٌ لِلْفَمِ مَرْضَاةٌ لِلرَّبِّ مَا جَاءَنِي جِبْرِيلُ إِلا أَوْصَانِي بِالسِّوَاكِ حَتَّى لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ يُفْرَضَ عَلَيَّ وَعَلَى أُمَّتِي ) ابن ماجه
الحياء :
ما أكثر مظاهر عدم الحياء في أيامنا الحالية .. فتلك بنت المفترض بها شدة الحياء الذي جبلت عليه ولكنها غيرت سنن الفطرة السليمة تراها تسير ونصف بطنها عاري وكل أكتافها كذلك ولا حياء !! وتلك تدعي أنها محجبة وتدهن وجهها بكمية من المساحيق تكفي لدهان غرفة .. وقد تساير شابا ولا تلو عل أحد .. وذاك شاب المفترض فيه الرجولة ولكن القرط ( الحلق ) يتدلى من أحدى أذنيه .. والجينز يتدلى أسفل خاصرته حتى يلامس مؤخرته ولا مانع من تزجيج حاجبيه .. وتسمع ضحكات رنانة ولا أجدع راقصة في أرخص كباريه ..
( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشَدَّ حَيَاءً مِنْ الْعَذْرَاءِ فِي خِدْرِهَا وَكَانَ إِذَا كَرِهَ شَيْئًا عَرَفْنَاهُ فِي وَجْهِهِ ) صحيح مسلم
الإخاء :
هل تذوقت يوما طعم الأخوة ؟ .. هل جربت مرة الإيثار لإخوانك ؟.. هل أعطيت فقيرا أو مسكينا طعامك وأنت في أمس الحاجة إليه ؟ .. هل تنازلت عن بعض مالك لإخوانك ؟ هل تتفقد إخوانك وتسأل عنهم إذا غابوا ؟ هل تعود المريض منهم ؟ هل تدعو لهم بظهر الغيب ؟ هل تشمت العاطس منهم ؟ هل تتبعت جنازة من مات منهم ؟ هل صدرك سليما لكل إخوانك ؟ هل تشبثت بخلك الوفي ؟ إن أجبت بنعم فقد اقتنصت الأخوة .. ورباط العقيدة بين القلوب والأرواح من أوثق الروابط وأغلاها .. وأول مراتب الأخوة والحب سلامة الصدر وأعلاها الإيثار ..
{وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } الحشر9
( قال رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لا يَظْلِمُهُ وَلا يُسْلِمُهُ وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) البخاري ومسلم
الاتحاد :
أنا سلفي .. أنا إخوان .. أنا تبليغ .. أنا صوفي .. أنا شباب محمد .. أنا حزب التحرير .. أنا جهاد .. أنا شيعي .. أنا سني .. أنا شافعي .. أنا حنبلي .. أنا مالكي .. أنا حنفي .. أنا ظاهري .. الخ ......
وأنا أوافقكم جميعا .. ولكن هل تعاونا فيما اتفقنا عليه ؟ وهل أعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه ؟ .. ما دام منهجنا الكتاب والسنة واتفقنا على الأصول بعيدا عن الغلو والتعصب لمذهب والتسفيه والشطط والتكفير والشرك والحلول والتشبيه والتعطيل والتأويل .. في النهاية أنا مسلم ..
{ وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } آل عمران105
( قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ ) الترمذي
اختيار الاصدقاء :
قالوا الصاحب ساحب .. إما يسحبك إلى خير أو يسحبك إلى شر ..
وقالوا الطيور على أشكالها تقع .. فاحذر صديق السوء الذي يحرقك أو تشم منه ريح كريهة .. صادق من يقربك من الجنة .. صادق من تذكرك رؤيته بالله ..
الأَخِلاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلا الْمُتَّقِينَ{67} يَا عِبَادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ{68} الزخرف
( عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الْمُسْلِمُ إِذَا كَانَ مُخَالِطًا النَّاسَ وَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ خَيْرٌ مِنْ الْمُسْلِمِ الَّذِي لا يُخَالِطُ النَّاسَ وَلا يَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ ) الترمذي
الرحمة :
أخذ على الأخ المسلم والأخت المسلمة الملتزم والملتزمة انطباع بالقسوة والشدة وغلظة القلب .. بواسطة وسائل الإعلام الكاذبة .. أو بفعل بعض من الأخوة والأخوات .. فعلينا دور كبير خاصة الملتحي والمحجبة والذي يداوم على الصلاة ويقول قال الله وقال الرسول .. هؤلاء عليهم دور كبير في تغيير هذه الصور التي انطبعت لدي العامة والدهماء .. فكن هاشا باشا متبسما ( ولك صدقة ) رحيم عطوف بالناس .. أرحموا ترحموا ....
{ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ } آل عمران159
( قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يَرْحَمُ اللَّهُ مَنْ لا يَرْحَمُ النَّاسَ ) البخاري
...................................................
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
المراجع : القرآن الكريم - كتب السنة المطهرة - خلق المسلم ( محمد الغزالي) - مجموعة الرسائل ( حسن البنا )