علمني الكتاكيت ....

تخرجت وحصلت على الشهادة الكبيرة .. وأيضا تم تعيني .. يا فرحة أمك بيك .. وكم راتبك الشهري ؟ .. مش مهم .. المهم إنني أعمل في عمل اخترته بإرادتي ولم يفرضه علي مكتب التنسيق أو غيره .. عمل من أعمال الأنبياء .. أهناك أفضل من تربية وتعليم أبناء بلدي لنرقى ببلادنا إلى مصاف الأمم الراقية .. كلام جميل إذن كيف ستعيش وتتزوج وتنجب ؟ ربنا كريم .. ستعطي دروس خصوصية ! لا والله أبدا لن يكون .. راتبك لا يكفي لاستئجار نصف شقة .. قلت لك ربنا كريم .. ثمان سنوات ولم تفعل شئ .. هل لا زلت مصر على عدم إعطاء الدروس الخصوصية ؟ .. أقسمت ألا يكون .. الوقت يمر والعمر يمر .. فمتى يكون لك شقة وزوجة وأبناء .. عندما تشيب ؟ - دا ابن الشيبة يتيم - قلت لك ربنا كريم .. ثمان سنوات وحفيت على مكاتب التوظيف بالخارج .. وجاء الفرج عقد عمل بدولة عربية .. مدرس ؟ لأ .. مندوب مبيعات براتب معقول .. والسفر قريب إن شاء الله .. والتربية والتعليم والأمة الراقية ؟ سيكون سفري لفترة محدودة وانتقالية .. وممكن أجد عقد عمل مدرس .. وبلدك ! كل بلاد العرب أوطاني .. دي قومية عربية ؟ ولما لا تقول إسلامية .. فمتى يأتي زمن تكون فيه كل الدول العربية والإسلامية أمة واحدة على قلب رجل واحد أو على الأقل على فكر واحد مرجعيته إسلامية .. تختفي فيما بينها الحدود وتكون هويتي ( جنسيتي ) هي إسلامي .. وأحمل جواز سفر إسلامي .. حلم بعيد المنال .. تراه بعيدا وأراه قريبا .. ومتى السفر ؟ غدا إن شاء الله .. ودندن .. خايفة لما تسافر على البلد الغريب تنسى إنك فايت في بلدك حبيب .. ما تخافش فمهما اغتربنا ومهما ابتعدنا فالوطن يعيش بداخلنا هو هوانا الذي نستنشقه هو الفرحة والبسمة والأهل والولد .. هو أحزاني وآلامي وهمومي .. يكفي أن عند عودتي أتلهف له شوقا لهفة المحب لحبيبه .. ولن نسلوه أبدا مهما حاولوا تغريبنا داخل أوطاننا .. في المطار انتظرت مع المنتظرين لحين دخول الطائرة .. على السادة المسافرين على الرحلة رقم 777 التوجه لبوابة السفر رقم 7 .. واصطف الركاب والراكبات لدخول الطائرة ودخل البعض .. ثم انقلب المطار رأسا على عقب .. ورتب بسيوف متقاطعة ونسور ودبابير هنا وهناك وأجهزة لاسلكي تصدر أصوات كأنها حشرجة الموت .. وتم إخراج الركاب من الطائرة مرة أخرى .. ماذا يحدث ؟ وشك حلو يا لطيف !! .. قالوا : أجهزة التكييف في الطائرة معطلة وسيتم إصلاحها .. وما العلاقة بين جهاز التكييف وقيادات الأمن بالمطار ؟ .. وانتظرنا أكثر من ساعتين .. ثم عاودنا الصعود إلى الطائرة مرة أخرى .. وأقلعت الطائرة وتشبثت بالمقعد في لحظة أحسست فيها بروحي تنسل من بين أضلعي ويقتلني الخوف .. ويزيد خوفك شرح تسجيل صوتي يتزامن مع حركات للمضيفات بلغة الإشارة ( قبل وجود أجهزة الرؤية التليفزيونية المتواجدة حاليا على الطائرات ) تشرح كيفية الخروج من الطائرة عند الطوارئ وكيفية ارتداء سترة النجاة عند الهبوط فوق الماء .. استر يا رب .. وأجمل ما رأيت منظر رائع للسحب من أعلى وعن قرب كانه موكب لعروس في السماء يطوف .. وبدأت المضيفة في توزيع بطاقات بيانات نملئها وتسلم في الجوازات عند الخروج من المطار .. وسألتني المضيفة مصري ولا .... قلت لها مسلم .. فنظرت لي باستغراب .. قلت لها مسلم مولود في مصر .. فأعطتني بطاقة المصريين ..

وجاء وقت الوجبة الغذائية .. لحمة ولا فراخ ؟ قلت لها لحمة .. وتبادر إلى ذهني وجبة مشبعة .. ولكن خاب ظني فقد كانت عينات للتذوق أكثر منها وجبة .. ولكن كيف ستأكل في هذا الجو بالشوكة والسكين وأنت لا تعرف غير ودن القطة !! ودن القطة لمن لا يعرفها يا مبارك هو جعل قطعة الخبز على شكل أذن القط حتى تستطيع أن تغمس بها .. أما الشوكة فلم استخدمها من قبل إلا عند تناول المكرونة الاسباكتي .. وكانت تسبب لي مشكلة أيضا .. إذن انت لازم تتعلم الكتاكيت قصدي الإتكيت حتى تعرف كيف تأكل وكيف تشرب وكيف تتكلم وكيف تعامل الناس وكيف تمشي .. وعلمني الكتاكيت ...

في اليوم التالي للوصول وفي جريدة الأهرام .. عامل النظافة بإحدى الطائرات بمطار القاهرة يعثرعلى ورقة مكتوب عليها توجد متفجرات بالطائرة مما تسبب في تأخير الرحلة لأكثر من ساعتين ..

إلى لقاء آخر من على متن الطائرة 777 .....

كن من عباد الرحمن 2 ...

أحبائي : نكمل سويا صفات عباد الرحمن .. ولكن قبل أن نبدأ .. هل طبقنا الصفات السابق ذكرها خلال الأسبوع الماضي ؟ ألم نتفق معا على تطبيقها .. لا زالت الفرصة قائمة للتطبيق فحاولوا أحبائي الكرام وأنا معكم ..

سابعا : " إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً " ( الفرقان : من الآية70) روى أبو بكر الصديق رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ما من رجل يذنب ذنبا ثم يقوم فيتطهر ثم يصلى ثم يستغفر الله إلا غفر الله له ثم قرأ - صلى الله عليه وسلم - هذه الآية " وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ " (آل عمران: من الآية135) " مسند الإمام أحمد .

وفي الصحيحين عن أنس قال : " كنت عند النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فجاء رجل فقال : يا رسول الله إني أصبت حدا فأقمه عليّ قال : ولم يسأله عنه ، فحضرت الصلاة فصلى مع النبي - صلى الله عليه وسلم - لما قضى النبي - صلى الله عليه وسلم - الصلاة قام إليه الرجل ، فقال يا رسول الله إني أصبت حدا فأقم فيَ كتاب الله ، قال : أليس قد صليت معنا ؟ قال نعم قال : فإن الله قد غفر لك ذنبك أو قال حدك ". وكلنا ولا شك نذنب، فسارعوا إلى التوبة والاستغفار واتباع السيئة الحسنة .. واعملوا بما آمر الله من الأعمال, وانتهوا عما نهاه الله ولتكن أعمالكم خالصة لوجه الله ..

ثامنا : " وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً " و الزور هو الكذب والباطل والشرك بالله وقيل اللهو ، و في الصحيحين عن أبي بكرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ألا أنبئكم بأكبر الكبائر قلنا : بلى يا رسول الله، قال : " الشرك بالله وعقوق الوالدين " وكان متكئا فجلس، فقال : " ألا وقول الزور ألا وقول الزور" فما زال يكررها حتى قلنا : ليته سكت.

فهل إذا دعيت أخي الكريم للشهادة فماذا أنت فاعل ؟ أتكتمها ؟ لا والله لا أكتمها حتى لا أكون ذا قلب آثم .. { وَلاَ تَكْتُمُواْ الشَّهَادَةَ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ } البقرة283

تاسعا : " وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمّاً وَعُمْيَاناً " وهذه أيضاً من صفات المؤمنين { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } الأنفال2 بخلاف الكافر، فإنه إذا سمع كلام اللّه لا يؤثر فيه، ولا يتغير عما كان عليه ، بل يبقى مستمراً على كفره وطيغانه ، وجهله وضلاله ، كما قال تعالى : { وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُواْ وَهُمْ كَافِرُونَ } التوبة125 قال قتادة : لم يصموا عن الحق ولم يعموا فيه، فهم واللّه قوم عقلوا الحق وانتفعوا بما سمعوا من كتابه . . فكم سمعنا عن بكاء الصالحين ودموع العابدين ، فلماذا غابت عنا تلك الدموع ؟ إن دموعك إلى الله هي عطر حلال تعطر به نفسك وتزين به وجهك أمام الله.

عاشرا : " وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاما " يعني الذين يسألون الله أن يخرج من أصلابهم من ذرياتهم من يطيعه ويعبده وحده لا شريك له ، قال ابن عباس : أي يخرج من أصلابهم من يعمل بطاعة الله فتقر به أعينهم في الدنيا والآخرة.

سئل الحسن البصري عن هذه الآية، فقال : والله لا شيء أقر لعين المسلم من أن يرى ولداً ، أو ولد ولد أو أخا أو حميما مطيعا لله - عز وجل - ، وقال ابن عباس واجعلنا للمتقين إماما أي أئمة يقتدى بنا في الخير.

وهنا تكمن أهمية التربية الإيمانية ووسائلها ومبادئها، فتربية كل راع لرعيته مسؤولية إيمانية ، واهتمام الصالحين بأسرهم وأبنائهم صفة من صفات عباد الرحمن السابقين .

وبعد أخي الكريم هذه صفات عباد الرحمن فكم نصيبك منها ؟ فليكن لكل منا ميزان يزن به أعماله قبل أن توزن عليه .. وكونوا من عباد الرحمن ...

كن من عباد الرحمن ....

اليوم ليس كأي يوم أحس بحالة من الانشراح بالرغم من أوضاع كثيرة تمر ببلادنا قد تبدد حالة الانشراح وأهمها ذكرى النكبة .. وأكثر ما يبدد هذا الانشراح زيارة كذاب العصر بوش للكيان الصهيوني للاحتفال بقيام هذا الكيان الغاصب الصهيوني .. ولكن هناك دائما صور جميلة في حياتنا تدخل السرور على النفس وبها نتغلب على ما يبدد سرورنا فليبحث كل منا فيما حوله عن مسببات السرور .. وأخرجني من هذه المشاعر آذان صلاة العشاء فقمت للوضوء لعلي أغسل ذنوبي فتتساقط صفراء ذابلة مع تساقط ماء الوضوء .. وأقيمت الصلاة وبدأ الإمام في القراءة بصوت ندي وبعدما قرأ الفاتحة بدأ في قراءة أواخر سورة الفرقان وأحسست أن بيني وبين هذه الآيات بون شاسع فأين أنا من صفات عباد الرحمن ؟ أين أنا منها وذنوبي تدور بي في متاهة لا خروج منها .. ولكن هل الأمر بهذه الصعوبة ؟ هل من الصعب علينا الوصول لهذه الصفات الجميلة ؟ ظل هذا الحديث يداعب نفسي لماذا لا تحاول فأنت مسلم ؟ ولابد من أن تتحلى بهذه الصفات .. تقول نفسي : لا يكلف الله نفسا إلا وسعها .. أقول : نعم ولكن وسع النفس البشرية الوصول إلى أعلى حالات الإيمان والأخلاق الحسنة .. فللنظر في هذه الصفات ونحاول تطبيقها .. ولنبدأ بالصفات التالية بشرط أن نطبقها ثم نتبعها إن شاء الله بباقي الصفات في البوست القادم ..

أولا : " وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْناً " أي: بسكينه ووقار وتواضع وبغير تجبر ولا استكبار، ولا عُجب ولا خُيلاء وأيضا عدم المبالغة في الوقار لدرجة التصنع والضعف وإلا ستجد ابن الخطاب يلسعك بدرته قائلا : استقم .. قال تعالى : { وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ } لقمان18 والله لا أجد صعوبة في التحلي بهذه الصفة .. سأحاول تطبيقها بحول الله وقوته ..

ثانيا : " وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً " أي: إذا سفه عليهم الجهال بالقول السيئ لم يردوا عليهم بمثله، بل يصفحون ولا يقولون إلا خيراً كما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا تزيده شدة الجاهل إلا حلما.. فماذا أنت فاعل إذا جهل عليك جاهل ؟ هل ستشطاط غضبا وتحاول الفتك به ؟! .. لماذا وقولك الخير هوخير وسيلة لدعوتك وإسلامك ؟

ثالثا : " وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً " فأخبر الله - سبحانه وتعالى- عن عباده أن ليلهم خير ليل ، فقال - سبحانه وتعالى - : " وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً " وقال تعالى : " كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ " ( الذاريات:17، 18) ، وقال تعالى : " تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً "، وفي بوست سابق قلنا أن قيام الليل ليس من الصعوبة بمكان فيمكنك القيام قبل صلاة الفجر بربع ساعة ثم تزيدها إلى نصف ساعة وهكذا وبذلك تزول هذه الصعوبة وتصبح من قوام الليل .

رابعا : " وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً " فهم وجلون مشفقون من عذاب الله - عز وجل- ، خائفون من عقابه ، " إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً " أي: ملازما دائما. ولهذا قال الحسن البصري : كل شيء يصيب ابن آدم ويزول عنه فليس بغرام ، وإنما الغرام اللازم ما دامت الأرض والسماوات .. ولا أجد - وأنت تتفق معي أيضا - أي صعوبة في هذا الدعاء ولكن كيف ندع الله بأن يصرف عنا عذاب جهنم قبل أن نتخلص من الذنوب والمعاصي ؟ اغسل قلبك ثم ادع ربك .. خامسا : " وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً " أي : ليسوا بمبذرين في إنفاقهم ، فيصرفون فوق الحاجة ، ولا بخلاء على أهليهم فيقصرون في حقهم . وقال الحسن البصري: ليس في النفقة في سبيل الله سرف ، وروى مسلم عن أبي عبد الرحمن ثوبان بن بجدد مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " أفضل دينار ينفقه الرجل دينا ر ينفقه على عياله ، ودينار ينفقه على دابته في سبيل الله ، ودينار ينفقه على أصحابه في سبيل الله " .. وأيضا لا أجد صعوبة في تحقيق هذه الصفة إن شاء الله .. ولكن ما رأيكم في هذا السرف الشديد ؟؟!! ( انظر الصورة )

سادسا : " وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً " (الفرقان:68) .. روى البخاري في الجامع الصحيح عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال : سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أي الذنب أكبر؟ قال : " أن تجعل لله أنداداً وهو خلقك " قال : ثم أي؟ قال : " أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك " قال: ثم أي؟ قال : " أن تزاني حليلة جارك " قال عبد الله وأنزل الله تصديق ذلك " وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ" الآية .. والحمد لله نحن أمة التوحيد الخالص .. فإياك أن تدع أحد من أصحاب القبور أو تتقرب إليه بنذر أو تقم على قبره .. وإياكم وقتل النفس قال تعالى : { مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً } المائدة32 .. وإياكم والزنا أو مقدماته .. قال تعالى : { وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً } الإسراء32 .. ولكن ماذا يفعل الشباب والمراهقون وحولهم الأثير يحمل كل أنواع مقدمات الزنا ؟؟ ليس أمامهم إلا الاعتصام بالله { وَمَن يَعْتَصِم بِاللّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } آل عمران101 ..

وإلى أن نلتقي في باقي الصفات أترككم في حفظ الله ورعايته ..

سهران الليل يناجيه

هذه القصيدة - إن حق لي أن أقول قصيدة - هي من وحي الغربة والوحدة والأحكام الظالمة وهي على نهج قصيدة ( مضناك جفاه مرقده ... وبكاه ورحم عوده ) لأحمد شوقي والتي كتبها شوقي على نهج قصيدة ( ياليل الصب متى غده ... أقيام الساعة موعده ) للحصري القيرواني .. وقصيدتا شوقي والقيرواني تتميزان بالخفة والرشاقة والايقاع السريع لكونهما ( عروضيا ) على بحر ( المتدارك ) الذىيتميز بتشابه تفعيلاته وايقاعه الواضح ..

.

سهران الليل يناجيه ... جحدت لياليه تســـهده

يذوب شوقا وحنينا ... لمن أضنــــاه تبعــــــده

وفراق البين يتعبه ... ويمر العمر ويفقــــــــده

والليل أشفق من سهده ... على حيران يشـرده

وفراق زوج أحببته ... شجنا في الليــــل أردده

وبنات ثلاث تقودني ... لطريق الجنة أرصـــده

وفتى لا سواه لي ... أرى في عمري مسعـــده

سألت الله لنا لقــيا ... لا بيــــن بعد مبــــــدده

يدعو الملتاع لقاءهم ... وشغلت فشغلي يبـعده

مولاي وروحي في يده ... أهفوا إليه واعبـــده

أيقبل من أعياه ضنى ... والمعصية قد تفســـده

ويحمل مصحف في يده ... والويل لمن يتقــلده

من حاكم يتوعـــــده ... بغير الإسلام معربــــده

حيران ضل طريقه ... فمن ينجيـــه ويســـــعده

وجاء البنا بدعوته ... فأنار طريـــقا نرصــــده

دعا للإسلام بفطرته ... وضياء الفجر مشــهده

قرآننــا دستــورنا ... وطيور الصبــــــح تردده

ورسولنا زعيمنا غدا... في الجنة موعـــــــــده

جاهد طواغيت بلادنا ... ويد الغدر تصيــــــده

حمل اللواء بعده داع ... لا قاض سلمت يـــــده

غيب بسجن موصدة ... أرّق سجانه مرقــــــده

جحد السجان زكي دم ... سال بالحربـي تورده

ما بال حاكم فاشل ... أوعد بنصر يفـقـــــــــده

قتلوا الحياة في شعب ... وبني صهيون تنكـده

خرج الإخوان من سجن ... وظلام الليل تبــدده

قاد السفينة أخي عمر ... حاجّ الســادات فأرعده

نشر الإخوان دعوتهم ... وربوع العالم تشهـده

وأبو النصر ومشهور ... ومأمون يدي في يـده

والمهدي عاكف يتبعهم ... على طريق يقصــده

خرج الإخوان من محن ... صلب العود وأجـوده

من محكمة للثورة ... زورا والحق تبـــــــــــدده

وبإعدام ومؤبد أوســــــــــــــمة الياقوت منضده

ويا هذا أعيذك من ... سجني وأظنك تتعمــــــده

بعسكرية ظالمة جــــــــــــــــــــــائرة شلت يــده

صادر الأموال خيانة ... وطريق جهنم يمهـــــده

وبشيخ في التسعين .... نضر الوجه تشــهــــده

بعشر سنين سجنوه ... وطريق الله معبــــــــــده

بايع الشيخ على موت ... في سبيل الله يسعــــده

وعلى سرر في الجنة ... ونهر الكوثـــر مــورده

وجنى الشاطر ربح البيع ... وأما السجن تجــلده

يهوي المشتاق لقائكمو ... ومن بالباب أوصــده

واصلي واسلم على ... من أحبه الله وأسعـــــــده

آه آه ياسناني

عمري ما أحببت طبيب الأسنان .. ولكن اللي يخاف من العفريت يطلعله .. فقد أصيب أحد أضراسي الطواحن العليا اليسارية بالتهاب شديد .. مما تسبب في تورم وجهي .. فكان حتما ولابد من الذهاب لطبيب الأسنان .. مرغم أخاك لا بطل .. وفي عيادة الأسنان وقبل أن يراك الطبيب أو تراه تحس بالألم المبرح وخاصة وأنت ترى هذه الصور من المرضى المنتظرين .. أبكي على ألمي أم أضحك مما أراه .. فهذه السيدة التي تشلشل ( يعني أيه ؟؟ مش عارف !! ) لكنها تمسك بطرف طرحتها السوداء بيديها تضمهما وتشد الطرحة ثم تضمهما وتشد الطرحة مرات عديدة وبسرعه وتخاطب من بجوارها من تحت ضرسها : عاديكي ياأختي وابور زلط بيطحن في شناني .. آآآآآآآآه آآآآآآآآه .. قلت لنفسي : وبعدين بقى أنا ها أروح أحسن .. ما ينفعش أنت لازم تتعالج .. وهذا الرجل مرة يضع يده على صدغه ومرة يضع يداه على رأسه من أعلى ضاربا عليها آه آه آه .. وهذه سيدة تربط رأسها بتربيعة ( منديل بأويه ) وتربطه من تحت ذقنها وياولداه لاحركة ولا نفس .. ووجدت رجل آخرتعلو وجه ابتسامة لا بيهش ولا بينش قلت أجلس بجواره .. وجلست وألقيت عليه السلام فلم يرد بعد برهة عرفت أنه أخرس من خلال تعامله مع الممرضة .. قلت والله الخرس دول بيستحملوا .. ولكن فجأة وجدته يخاطب نفسه بلغة الإشارة .. لا حول ولا قوة إلا بالله .. انتظرت وجاء دوري .. قمت وضربات قلبي تتابع متسارعة وتثاقلت خطواتي .. ألف سلامة أجلس .. حاضر .. بتشتكي من أيه ؟ وبعدين ها نبدا يعني أنا جتلك ليه ؟ افتح بقك .. حاضر .. ووضعت شئ في فمي .. ووجدتني أتزحلق عل الكرسي إلى أسفل .. رايح فين .. هاأبوس رجلك والنبي بّراحة .. ضاحكة ما تخافش .. ووضعت في فمي شئ آخر يشبه المرآة الصغيرة .. ثم بقطعة معدنية أخذت تضرب على أضراسي ضرس ضرس قائلة لما تحس بألم قولي .. وأقوللها أزاي وأنا فاتح فمي على آخره وبداخله قطعة معدنية ؟؟ وهززت رأسي بالإجاب ..

ولم تكتفي فأدخلت أصبعها في فمي تتحسس مكان الألم ويا ليتها ما فعلت .. من شدة الألم وبحركة رد فعل انعكاسي أغلقت فكي وسمعت صرخة .. يانهار اسوح .. من الدكتورة طبعا !! وقالت صارخة في وجهي حرام عليييييك .. أسف غصب عني الألم كان شديد جدا .. وارتسمت على وجهها تكشيرة عريضة .. وقالت بغيظ : إنت محتاج خلع أو حشو وتمويت عصب بعد ما نعالج الالتهاب .. خلع .. خلع مين والله أبدا.. اخلع حتة مني ما تتعوضش ..طب وناوية تحشيه أيه ؟؟ أنا ما بحبش السبانخ ممكن حاجة حلوة .. وبدأت تزيل التكشيرة من على وجهها .. ها أكتب لك مضاد حيوي ومضمضة وأشوفك يوم الاثنين .. ياريت تكتري المضمضة علشان بحبها على الشاي .. يا نهار أسود أنت بتشرب المضمضة .. نظرت لها وضحكت .. وأنا خارج سمعتها بتقول وهي تنظر لإصبعها وبإبتسامة .. قطيعة ما حدش بياكلها بالساهل !!!!