- تعريف بالأصمعي :
هو أبو سعيد الأصمعي عبد الملك بن قريب بن علي بن أصمع الباهلي، (121هـ
- 216هـ /740م - 831م ) راوية العرب، وأحد أئمة العلم باللغة والشعر والبلدان.نسبته إلى جده أصمع. ومولده ووفاته في البصرة
. كان كثير التطواف في البوادي، يقتبس علومها ويتلقى أخبارها، ويتحف بها الخلفاء، فيكافأ عليها بالعطايا الوافرة. أخباره كثيرة جداً. وكان الرشيد يسميه (شيطان الشعر). قال الأخفش: ما رأينا أحداً أعلم بالشعر من الأصمعي.وقال أبو الطيب اللغوي: كان أتقن القوم للغة، وأعلمهم بالشعر، وأحضرهم حفظاً. وكان الأصمعي يقول: أحفظ عشرة آلاف أرجوزة. وللمستشرق الألماني
Vilhelm Ahiwardt كتاب سماه (الأصمعيات) جمع فيه بعض القصائد التي تفرد الأصمعي بروايتها. تصانيفه كثيرة، منها (الإبل)، و(الأضداد)، و(خلق الإنسان)، و(المترادف)، و(الفرق) أي الفرق بين أسماء الأعضاء من الإنسان والحيوان.. ( الويكيبيديا ) ..ومما يرويه الأصمعي :
- ذكاء أعرابي :
حكى الأصمعي : ِكان للمغيرة بن عبد الله الثقفي - وهو والي الكوفة - جدي يوضع على مائدته، فحضره أعرابي فمد يده إلى الجدي؟ وجعل يسرع فيه، قال له المغيرة: إنك لتأكله بحرد كأن أمه نطحتك، قال: وإنك لمشفق عليه كأن أمه أرضعتك.
-
الثواب والعقاب :
قال الأصمعي: رأيت بدوية من أحسن الناس وجهاً ولها زوج قبيح، فقلت: يا هذه أترضين أن تكوني تحت هذا؟ فقالت: يا هذا لعله أحسن فيما بينه وبين ربه، فجعلني ثوابه، وأسأت فيما بيني وبين ربي، فجعله عذابي. أفلا أرضى بما رضي الله به .
-
ومن الحب ما قتل :
حكى الأصمعي: قال: بينما أنا أسير في البادية إذ مررت بحجر مكتوب عليه هذا البيت:
أيا معشر العشاق بالله خبروا ... إذا حل عشق بالفتى كيف يصنع
فكيف يداري والهوى قاتل الفتى ... وفي كل يوم قلبه يتقطع
فكتبت تحته:- رجل يطلق خمس نسوة في ساعة واحدة :
قال الأصمعي: قال عمي للرشيد في بعض حديثه: يا أمير المؤمنين بلغني أن رجلا من العرب طلق في يوم واحد خمس نسوة، قال: وكيف ذلك، وإنما لا يجوز للرجل غير أربعة، قال يا أمير المؤمنين: كان متزوجاً بأربعة فدخل عليهن يوماً، فوجدهن متنازعات وكان شريراً، فقال: إلى متى هذا النزاع؟ ما أظن هذا إلا من قبلك يا فلانة لامرأة منهن اذهبي. فأنت طالق. فقالت له صاحبتها: عجلت عليها بالطلاق، ولو أدبتها بغير ذلك لكان أصلح. فقال لها: وأنت أيضاً طالق، فقالت له الثالثة: قبحك الله، فوالله لقد كانتا إليك محسنتين، فقال لها: وأنت أيتها أيتها المتعددة أياديهما طالق، فقالت الرابعة، وكانت هلالية ضاق صدرك إلا أن تؤدب نساءك بالطلاق. فقال لها، وأنت طالق أيضاً، فسمعته جارة له، فأشرفت عليه، وقالت له، والله ما شهدت العرب عليك، ولا على قومك بالضعف إلا لما بلوه منكم ووجدوه فيكم، أبيت إلا طلاق نسائك في ساعة واحدة، فقال لها، وأنت أيتها المتكلمة فيما لا يعنيك طالق إن أجازني زوجك ، فأجابه زوجها قد أجزت لك ذلك ..
-
الأعرابي الحصيف :
حكى الأصمعي قال : كنت أقرأ السارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالاً من الله والله غفور رحيم وبجنبي أعرابي ، فقال : كلام من هذا ؟ فقلت كلام الله قال: أعد، فأعدت، فقال: ليس هذا كلام الله فانتبهت فقرأت والله عزيز حكيم، فقال أصبت هذا كلام الله فقلت: أتقرأ القرآن؟ قال : لا، فقلت : فمن أين علمت ؟ فقال : يا هذا عز فحكم فقطع فلو غفر ورحم لما قطع .
-
قصيدة صوت صفير البلبل للأصمعي :
صوت صفير البلبلي *** هيج قلبي الثمل
الماء والزهر معا *** مع زهرِ لحظِ المٌقَل
و أنت يا سيدَ لي *** وسيدي ومولى لي
فكم فكم تيمني *** غُزَيلٌ عقيقَلي
قطَّفتَه من وجنَةٍ *** من لثم ورد الخجل
فقال لا لا لا لا لا *** وقد غدا مهرول
والخُوذ مالت طربا *** من فعل هذا الرجل
فولولت وولولت *** ولي ولي يا ويل لي
فقلت لا تولولي *** وبيني اللؤلؤ لي
قالت له حين كذا *** انهض وجد بالنقل
وفتية سقونني *** قهوة كالعسل لي
شممتها بأنافي *** أزكى من القرنفلفي
وسط بستان حلي *** بالزهر والسرور لي
والعود دندن دنا لي *** والطبل طبطب طب لي
طب طبطب طب طبطب *** طب طبطب طبطب طب لي
والسقف سق سق سق لي *** والرقص قد طاب لي
شوى شوى وشاهش *** على ورق سفرجل
وغرد القمري يصيح *** ملل في ملل
ولو تراني راكبا *** على حمار اهزل
يمشي على ثلاثة *** كمشية العرنجل
والناس ترجم جملي *** في السوق بالقلقلل
والكل كعكع كعِكَع *** خلفي ومن حويللي
لكن مشيت هاربا *** من خشية العقنقلي
إلى لقاء ملك *** معظم مبجل
يأمر لي بخلعة *** حمراء كالدم دملي
اجر فيها ماشيا *** مبغددا للذيل
انا الأديب الألمعي *** من حي ارض الموصل
نظمت قطعا زخرفت *** يعجز عنها الأديب لي
أقول في مطلعها *** صوت صفير البلبل