الجمعة، أبريل 30، 2010

حمير .. حمير ...

شفت ياسيدى أحدث نكته قالها رئيس خدمة بيطرية ..
لحم الجحش دايما صحي ،لأ وكمان حلوة ومش ضارة ..
وإن الشعب المصري خصوصا من مصلحته أكل جحوش ..
يالا بسرعة شوف كام كيلو قبل مايغلى وما تلاقيهوش ..
يالا شفلك جحش صغير لحمه بتلو يا دوبك غلوة ..
مش ها تبرطع ولا ها تنهق أي والله كلام معقول ..
حيث الجحش المصري عموما يجعل من بني ادم غول ..
تاكل فخده من غير ديل والدكتور بيطري مسؤول ..
يديك طاقة وقوة عجيبة تسمن جدا تبقى مهول ..
ثم أضاف الدكتور بيطري لحم العجل سم أكيد ..
بيزود أوجاع المعدة ويعود على طولة الايد ..
واللي بياكلوا لحم العجل حيخشوا جهنم تأبيد ..
يا دكتور بيطري يا مزقلط يا مصدر يا غير مسؤول ..
حيث ان انتو عقول العالم والعالم محتاج لعقول ..
ما رأى جنابك وجنابهم فيه واحد مجنون بيقول ..
سيبونا نموت من لحم العجل وانتو تعيشوا وتاكلوا جحوش ..
ما رأيك يا كابتن بيطري مش بالذمة كلام معقول ..
( على وزن قصيدة الفول واللحمة لعم أحمد فؤاد نجم )
تم نشر هذا البوست منذ عامان تقريبا وكان يوم الأحد 13 أبريل 2008 .. وطبعا كان بسبب موجة ذبح حمير وخروج مسؤول حكومي يؤكد أن لحم الحمير صحي .. وبنفس المنطق خرج علينا رئيس لجنة الصحة بالمجلس المحلي لمحافظة الإسكندرية ( حزب وطني طبعا ) ويؤكد عدم خطورة لحم الحمير والكلاب على صحة الإنسان ..
وأنشره اليوم لأن كثير منكم لم يقرأه باستثناء موناليزا ( مدونة أمة الله ) ، شيماء سمير ( مدونة احتمال ) ، احمد الباحث عن الحقيقة ( يا ترى أنت فين يا أحمد – مدونة الصحيفة الكاشفة ومدونة استراحة الكاشفة ) ، عائشة ( مصر اللي ما شفتهاش – أين أنتِ ؟ ) – سلوى ( مدونات : تأملات قلب - طوق الحرية – وأين أنتِ؟ ) – إمام الجيل – إسراء حامد ( مدونة أحيانا وأحيانا – أين أنتِ ؟ ) .. وقررت إعادة نشرها .. وشر البلية ما يضحك ..

السبت، أبريل 24، 2010

قطار الضواحي ....

يسير الطفل الصغير متشبثا بيد والده .. متعثرا تارة في حذائه .. وتارة في حصوات صغيرة على أسفلت الطريق .. ولكن سرعان ما تحول تعثره إلى تعثر بصري فقد استقرت نظراته على القطار .. وكانت رأسه الصغيرة تلتف مع اتجاه القطار وعيناه زائغتان جهة القطار حتى كان وجهه في جهة مغايرة لوجهة والده .. فقد تعلق قلب الطفل الصغير الغض بنفثات القطار وصوته وصافرته .. ولم يأبه بما يثيره من أتربة.. وأصبح صوته يشجيه كنغمات حنون تربت على كتفيه وتهدهده حتى يروح في سبات عميق لا يفيق منه إلا شدة جذب والده له قائلا : انظر أمامك .. وكانت صافرته لا زالت تداعب سمعه وما أن تلاشت نظر لوالده قائلا : أبي أريد أن أركب القطار .. أريد أن أنزل مصر .. فرد والده قائلا : إن شاء الله ستركبه كثيرا .. كانت هذه الذكريات تداعب خيال طالب الجامعة حين جلس مسندا رأسه على راحة يده المرتكزة على شباك القطار .. وترنو نظرات متجمدة المقل لا تدري كم مر بها من أشجار الجازورينا وكم عدد أعواد أسلاك الهاتف والتي كان يستهويه عدها كلما جلس بجوار النافذة يتتبعها بكل شوق مارا بحالة من أسعد حالات تواجده بالقطار .. وكأنما قد أسكرته نسمات الصباح العليل الآتية من حقول البرسيم الخضراء .. وأشعة الشمس التي تخرج متهادية من وكرها تدغدغ مقلتيه .. ولكن أنى له أن ينعم بالجلوس بجوار النافذة مع كل هذا الزحام الشديد .. ولكن ما المانع أن يضحي بجزء من الوقت لينعم بجلسته المفضلة .. فكان يركب القطار حتى آخر الخط ليعود معه جالسا بجوار النافذة حتى باب الحديد ليتسنى له اللحاق بأول محاضرة .. وهكذا كان دأب الشاب المتيم بالقطار بشكل يومي فتكونت صداقة بينه وبين القطار وارتباط وجداني وعاطفي .. وحين يجلس الشاب لا يدري بمن حوله من الركاب أو بمن يجلس بجواره أو أمامه .. كل ما يشغله أن يجلس مستندا برأسه على يده المرتكزة على النافذة يمد بصره إلى الأفق تاركا لعقله وقلبه العنان بلا أي هدف تارة .. وتارة يتكتك بأطراف أنامله على النافذة متتبعا الأصوات التي تحدثها العجلات على وصلات القضبان .. وكأنه يستمع لقطعة موسيقية لكورساكوف فيحدق في النافذة منتشيا .. ويهتز جسده بإيقاع ثابت مع كل وصلة من وصلات القضبان .. وتمثلت تكتكات أنامله واهتزاز جسده ابتسامة رقيقة ارتسمت على شفتيه وملامح وجهه .. ولكن اليوم ليس ككل يوم فرفيقة نافذته اليوم والجالسة أمامه غير كل يوم .. هكذا خيل له .. واسترق نظرة فوجدها تبتسم وتتكتك بأناملها على النافذة .. ويهتز جسدها بنفس الإيقاع الثابت مع كل وصلة من وصلات القضبان .. واختلطت ابتسامتهما.. وللمرة الأولى يولي وجهه بعيدا عن النافذة .. ولم تبرح عينيه عيناها .. واختلطت نظراتهما.. وللمرة الأولى تفقد أذنه صوت القطار وصافرته وتنصت لدقات قلبه وتخيل دقات قلبها .. فاختلطت دقات قلبيهما .. واختلطت مشاعرهما .. وانتبه لصوت القطار منبها بدخول محطة باب الحديد .. صوت لم يعهده من قبل وكأنما القطار يحتفل معه بحبه الجديد .. وفاجأته قائلة أنها لم تكن المرة الأولى التي جلست فيها أمامك ذلك اليوم .. وكم تمنيت أن تنتبه لوجودي .. ابتسم وجال بخياله منتشيا ولم يخرجه من نشوته إلا طفلهما وهو يجذبه من يده قائلا : أبي أريد أن أركب القطار .. أريد أن انزل مصر .. فضحك وقال له : إن شاء الله ستركبه كثيرا ..