الخميس، أكتوبر 23، 2008

إرهاصات السقوط ..

قبل انهيار الاتحاد السوفيتي السابق والغيرمأسوف عليه وبلا رجعة .. ما كان يتصور أحد أن ينهار هذا الاتحاد الذي يحكم بالحديد والنار .. وينشر أفكار وأيديولوجيات كانت تعتمد على الفكر الإلحادي كفكر اجتماعي وعلمي والفكر الاشتراكي ( الشيوعي ) الماركسي كفكر اقتصادي .. ومن كان يناقشهم فهو رجعي يتناول أفيون الشعوب وهو الدين .. أو هو امبريالي غربي أمريكي .. وانقسم العالم فمنهم الاشتراكي ( الشيوعي ) الماركسي ومنهم الرأسمالي ..
وسقط الاتحاد السوفيتي وسقطت معه أفكار لينين وماركس .. وتوحد العالم تحت الفكر الرأسمالي وآليات السوق الحر .. فزاد الاحتكار والتحكم في أسعار السلع الرئيسية والتي حدث لها طفرة في الأعوام القليلة الماضية .. وازداد الفقير فقرا وازداد الغني مليارات .. وزاد من هذا التضخم الغريب مغامرات أغبى رئيس أمريكي وأكثرهم حماقة وكذبا .. وصوروا لنا الإقتصاد الأمريكي انه الصرح الممرد الغير قابل للانهيار، وأن الفكر الرأسمالي هو الفكر القائم حتى قيام الساعة .. ولكن كل هذه النظريات هي نظريات بشرية قابلة للتغيير والانهيار .. وها قد بدأ الانهيار وفي أقل من شهر حدثت الطامة الكبرى لهذا النظام البشري الذي ثبت فشله التام .. فها هو يتخبط ويترنح .. وتظهر في الأفق إرهاصات السقوط لأكبر دولة في العالم وسيدته .. فهل نستيقظ يوما على تفكك الولايات المتحدة الأمريكية إلى عدة ولايات تتناحر فيما بينها بعدما يسقط نظامها الاقتصادي تماما والذي تعتمد عليه في السيطرة على العالم ؟ هل يتجه العالم للاقتصاد الإسلامي ؟ هل يفيق من يحكموننا ويطبقون الإسلام في كل مناحي الحياة اجتماعيا واقتصاديا وعلميا ؟
هل تلقي أمتي الراية البيضاء .. وترفع راية الريادة الإسلامية ؟

الخميس، أكتوبر 16، 2008

تك تك تك ...

بين الفينة والفينة تظهر على صديقي جنّي أعراض شرود وسرحان تجعله يهيم على وجهه ... أحيانا ذو ابتسامة مرحة ... وأحيانا ذو تكشيرة عريضة .. وأحيانا يصحب شروده ترديد أغنية ما ... واليوم ضبطته وهو يردد أغنية مرحة لفيروز وسادت روحه المرحة مرحا زائدا .. ويعيش حالة من الانتشاء العاطفي ... تك تك تك يام سليمان ... تك تك تك زوجك وين كان ؟ ..تك تك تك كان بالحقل عم يقطف خوخ ورمان ..... وبالطبع لم أتركه فها هي المادة الجديدة في البوست القادم .. فصديقي جنّي مصدر خصب لكثير من تدويناتي .. نظرت له وابتسمت فعرف أني لن أتركه حتى يقص علي قصته ...

قال : انتهينا يوما من المراقبة في امتحانات آخر العام .. ولكن لن نترك المدرسة حتى ننتهي من تصحيح أوراق إجابة الطلاب .. وبدأ التصحيح وسادت حالة من التركيز كل منا في سؤاله الذي يقوم بتصحيحه .. قامت ووضعت شريط في الكاسيت وكانت أغنية فيروز تك تك تك يام سليمان .. واعترض الجميع فهم لا يفهمون كلمات الأغنية .. ونظرت إليها ونظرت إلي فكنت الوحيد الذي لم يعترض .. بل دافعت عن ذوقها الراقي في اختيار أغاني فيروز الرقيقة .. ولم أدري إلا ونبضات قلبي تزداد خفقانا .. وحبات من العرق تتفصد من جبيني .. وظللت أتفرس وجوه الزملاء أخشى أن ينظر لي أحدهم فيرى في عيني ما يفضح ما أكنه إليها .. وكانت تك تك تك كطرقات تطرق قلبي كما طرقت قلبها .. أيجمع بيننا ما أخشاه ؟ ... في اليوم التالي أهدتني شريط لأغنيات فيروز وودعتني ... ولم تكن تك تك تك إلا طرقات إنذار بالرحيل لكل منا .. فقد تركت هي المدرسة وانتقلت لمدرسة أخرى .. وسافرت أنا للخليج ..
وهنا عرفت لماذا كان صديقي جنّي يبتسم أحيانا .. ويقطب جبينه أحيانا أخرى ..

الخميس، أكتوبر 09، 2008

قصاقيص

1- بين مختار وحسام ...
من يتابع الدوري العام يرى انقلاب الأوضاع الأخلاقية من خلال المدربين أو رؤساء الأندية وكذلك الإعلام الرياضي ما بين صحافة وفضائيات .. فحسام حسن ظن انه المدرب الألمعي بعدما فاز في أول مباراتين ولم يكتف بذلك بل كانت قلة أدبه بسب الحكام والمدربين والبصق عليهم علنا وأمام الناس على شاشات التلفاز بعدما ظهرت حقيقته التدريبية من هزيمة أو تعادل .. وكان نصيبه الطرد المستمر ووقوفه خلف قضبان الملاعب .. وسايره في الوقاحة رئيس ناديه بالسب والقذف لأناس أكثر منه احتراما .. وفي المقابل نجد المدرب الخلوق مختار مختار الذي تصدر قائمة الدوري العام منذ انطلاقه لم يسب ولم يبصق ولم يطرد .. فأي منهما أحق بالتمجيد والتلميع الإعلامي .. فقد وجدنا مرتزقة الفضائيات كمدحت شلبي وغيره تلمع المدرب سيء الخلق وتستضيفه بشكل ملفت للنظر .. وتهمل المدرب المحترم بشكل أيضا ملفت للنظر ..
2- شارع جامعة الدول لعربية ...
قبل العيد وفي أمسية جميلة من أمسيات رمضان كنت أجلس وأحد الأصدقاء في أحدى ضواحي القاهرة وأنضم إلينا شخص ثالث واخذ يحكي لنا ما يحدث في شارع جامعة الدول العربية بالمهندسين من مقاه وشقق وكوفي شوب وكوفي نت ومطاعم .. وذهب بنفسه إلى هناك ليستطلع الأمر .. فوجد ما سمع عنه وأكثر .. أمور لا توصف إلا أنها دعارة بكل أشكالها .. لذلك لم أفاجأ بقضية التحرش الجنسي التي حدثت هناك فالبيئة هناك ملائمة تماما لأكثر من التحرش الجنسي .. والعجيب أن تسمع من مرتزقة الحزب الوطني والمعينين رؤساء لتحرير الصحف أن المسؤولية تقع على عاتق الأسرة .. وأرجع آخر القضية إلى الزيادة السكانية .. لكن المسؤول الأول أيها السادة حكومة فاسدة وحزب فاسد افسد كل شيء في بلدنا الحبيبة.. فأين ذهب الأمن والأمان وأين دور وزارة الاعتقالات السياسية بقيادة الكريه .. هل يترك الحبل على غاربه باسم السياحة .. ألم يقولوا زمان تموت الحرة ولا تأكل بثدييها ..
3- المسنودين ...
لكي تحصل على تأشيرة مرور ودخول الحزب الوطني من أوسع أبوابه أن تكون واحد من هؤلاء : أن تكون فاسدا أو ناهبا للبنوك .. أن تكون سارقا لقوت الناس .. أن تكون محتكر للسلع كالحديد والأسمنت أو محتكرا للصناعات .. أن تكون تاجرا للمخدرات .. أن تكون ناهبا للقطاع العام .. أن تكون مصفقا مطبلا شديد النفاق .. أن تكون مطبعا مع اليهود وشريكا في الكويز .. أن تكون من رواد الملاهي ورجال النقوط للراقصات .. ولا مانع من أن تكون من المسجلين خطر .. أن تكون من سارقي أراضي الدولة .. أن تكون من أصحاب الصفر في جميع المحافل الدولية علمية وثقافية ورياضية .. أخيرا أن تكون قاتلا أو محرضا على القتل فهشام طلعت مصطفى ليس أحسن منك ..
4- نصر أكتوبر ..
في عهد الرئيس مبارك ينسب كل شيء إليه مما يحدث في مصرنا الحبيبة من افتتاح كوبري مهمشة حتى حل مشكلة عصام الحضري .. ولكن أن ينسب إليه نصر أكتوبر ويضلل الرأي العام فهذا ليس من الإنصاف للرئيس السادات .. ففي شهر أكتوبر من كل عام لا نسمع الا عن صاحب الضربة الجوية الأولى ونسر أكتوبر والسماء التي سقطت فوق إسرائيل .. ولا ننكر دور القوات الجوية ولكن أيضا لا ننكر دور وزعامة الرئيس الراحل أنور السادات .. الدور الأكبر في نصر أكتوبر كان لكل أفرع قواتنا المسلحة وللحالة الإيمانية التي كان عليها لجيش في أكتوبر .. ولن ننسى أبدا صيحة الله أكبر .. ورحم الله أنور السادات ..
5- أحلى من الشرف ما فيش ...
تابع بعضكم أو كلكم مسلسل شرف فتح الباب .. والمسلسل حلقة في سلسلة علمانية قبيحة حاقدة .. فبطل المسلسل مسلم ملتحي يمسك بالمسبحة واسمه شرف.. يحافظ على الصلاة في جماعة وخاصة صلاة الفجر وقد يكون هو الإمام .. بل ويخطب الجمعة ويؤم المصلين .. زوجته وابنته محجبات .. ولكن يقع شرف ضد الشرف ويختلس ويسرق أموال الدولة ويدافع عن سرقته .. وتقف زوجته ضده وضد المال الحرام .. ولكنها تسترت عليه .. ولم تبوح بسره إلا عندما علمت بأمر زواجه من أخرى .. للغيرة وليس لله .. وتم القبض عليه والزج به في السجن .. قد يقول البعض إن هذه الصورة موجودة في حياتنا .. ولكن التركيز على شواذ القاعدة أمر مستقبح .. كذلك التركيز على مظاهر الرجل الإسلامية أمر مستقبح ..